في مرحلة ما سيكون معظمنا مسؤولاً عن رعاية قريب مسن أو صديق. ومع ذلك، قد لا يتم تدريب أو تجهيز العديد من مقدمي الرعاية الأسرية بالمسؤوليات التي يواجهونها، والكثير منهم ليسوا على دراية بالعديد من جوانب تقديم الرعاية أو ليسوا متأكدين من كيفية التعامل معها.

رعاية المسنين

النظام الغذائي

يقول أحد أخصائيين التغذية الطبية لدينا في دار مسنين أبو رجيلة: من المؤكد أن المسنين بحاجة إلى الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن إلى جانب اتباع أسلوب حياة نشط. فإضافة إلى تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما فيها الفواكه والخضروات والبروتينات والحبوب الكاملة، هناك عدد من العناصر الغذائية المحددة التي يمكن أن تعزز صحة كبار السن.

كما توصي الأكاديمية الأمريكية للتغذية وعلم التغذية بما يلي:

  • الكالسيوم والفيتامين "د": يحتاج كبار السن إلى تناول الكالسيوم والفيتامين "د" بمعدل أعلى للحفاظ على صحة عظامهم. بالتالي، يوصى بتناول ثلاث حصص من الحليب أو اللبن المدعّم قليل الدسم أو خالي الدسم الغني بالفيتامين (د) يومياً. وتشمل الأطعمة الأخرى الغنية بالكالسيوم حبوب الإفطار المدعّمة به والخضروات ذات الأوراق الداكنة والأسماك المعلبة المحفوظة مع الحسك اللين.
  • الفيتامين "ب 12": لا يحصل العديد من كبار السن على الكمية الموصى بتناولها من الفيتامين "ب 12". بالتالي، يمكنك تزويدهم بالكمية التي يحتاجون إليها عبر تناول الحبوب المدعمّة والأسماك واللحوم الخالية من الدهون.
  • الألياف: وهي عنصر غذائي ضروري للحفاظ على صحة الأمعاء وانتظام عملها. يعتبر خبز الحبوب الكاملة والحبوب الكاملة والفاصولياء والبازلاء من الأطعمة الغنية بالألياف.
  • البوتاسيوم: توفر الفواكه والخضروات الحليب أو اللبن قليل الدسم أو خالي الدسم مصادر جيدة للبوتاسيوم. وقد تفيد زيادة تناول المنتجات التي تحتوي على البوتاسيوم وتقليل تناول الملح إلى الحد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
  • الدهون: يفيد النظام الغذائي الذي تنخفض فيه نسبة الدهون المشبعة والدهون المتحولة وترتفع فيه نسبة الأحماض الدهنية (أوميغا 3) في تقليص خطر الإصابة بالعدوى وبأمراض القلب. لذا، يجب التأكد من الملصقات الموجودة على الأطعمة واختيار المنتجات لضمان أن معظم الدهون المستهلكة هي من الدهون غير المشبعة الأحادية أو المتعددة.


الأدوية ومواعيد الزيارات الطبية

مع تقدم الأشخاص بالسن، غالباً ما تبرز أسباب تجعلهم يواجهون صعوبة في الالتزام بأخذ أدويتهم حسب وصفة الطبيب، لذلك فإنه من الطبيعي أن يتدخل أفراد الأسرة أو الأصدقاء للمساعدة. فالذاكرة تضعف مع تقدُّمنا في السن، لذلك قد يفيد اللجوء إلى وسائل التذكير أو إعداد جدول زمني في التذكير بأوقات تناول الأدوية ومواعيد زيارة المستشفى. كما تتوفر في الصيدليات مجموعة متنوعة من العبوات أو أدوات المساعدة الخاصة التي تساعد على الاحتفاظ بأقراص الدواء بطريقة تضمن تناولها بانتظام. ومن العوامل الأخرى التي يمكن أن تعيق المسنين عن الحصول على الرعاية الصحية هناك الرؤية والسمع والمهارات اليدوية. ولكن يمكن تقديم الدعم والمساعدة للمسنين من خلال توفير وسيلة النقل ومرافقتهم إلى مواعيد الزيارة الطبية من أجل تقديم المساعدة الجسدية والتأكد من الفهم الكامل والصحيح للإرشادات الطبية. 

الجانب الاجتماعي

الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية أمور شائعة بين كبار السن وهي عوامل خطرة قد تؤدي إلى تدهور صحتهم وتراجع نوعية حياتهم. فعندما يتقدم الأشخاص بالسن، يصبح من الصعب عليهم قيادة السيارة للتوجه إلى المقهى المحلي أو الحديقة العامة للقاء الأصدقاء والعائلة. فقد ثبُتَ أن استمرار انخراط الفرد ومشاركته في أمور الأسرة أو الأصدقاء يخفف من حدة الشعور بالوحدة. من المعروف أيضاً أن حل المشاكل والتفاعل بشكل منتظم يساهم في الحفاظ على الوظائف المعرفية والإدراكية لدى كبار السن.3 بالتالي، يُنصح بمحاولة التخطيط لأنشطة يمكن لجميع الأجيال أن تستمتع بها، مثل الشواء عندما يكون الطقس جميلاً أو المشاركة بمشاهدة فيلم أو لعب ألعاب الطاولة في المنزل.

الحياة اليومية

يمكن أن تصبح المهام اليومية السهلة التي نقوم بها في سنوات شبابنا مرهقة ومتعبة لكبار السن. فارتداء الملابس والاستحمام وانتعال الأحذية والاعتناء بحديقة المنزل والتنظيف والطبخ يمكن أن تصبح جميعها فوق طاقة الشخص المسن، وخاصة إذا كان يعيش بمفرده. لذا، يُعدّ تقديم الدعم اليومي، مثل اصطحاب المسن للتسوق في البقالة أو مساعدته في ترتيب المنزل والاعتناء بالحديقة أو حتى طهي بعض وجباته، من الأنشطة الأكثر شيوعاً التي يشارك فيها مقدمو الرعاية الصحية للشخص المسن والتي يمكن أن تزيل عبئاً كبيراً عن كتفيه.